الثلاثاء 26.02.2013
حمدي بخيت
نجاة عطية الجبالي
- حمدي بخيت: الجيش لن يستجيب لـ"معارضة عبيطة"
- أحمد عبد الحليم لـ"المعارضة": "ماتتعبوش نفسكم.. الجيش مش هينزل"
- رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية: الجيش ليس "ميليشيا" والدعوة لنزوله الشارع سخيفة
"يسقط يسقط حكم العسكر" جملة شهيرة اشتهرت بها المرحلة الانتقالية ما بين الرئيس السابق محمد حسني مبارك والرئيس الحالي محمد مرسي.. وباقتراب موسم انتخابات مجلس النواب والتطور السلبي الذي يسيطر على المشهد السياسي نجد أقطاب المعارضة يصرحون برغبتهم في أن تعود القوات المسلحة مجددًا لمعترك السياسة.
وكانت دعوات نزول الجيش للشارع المصري قد بدأ صوتها في الارتفاع مؤخرًا حتى انتهت بتصريحات رئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي بوجوب تدخل الجيش إذا حدثت فوضى في البلاد خاصةَ بعد أن تحدد موعد انتخابات النواب رغم الخلاف السياسي القائم بين النظام السياسي القائم والمعارضة وعدد من التيارات الشعبية.
كما أن عددًا من القوى الثورية نظمت مؤتمرًا اليوم بمركز إعداد القادة يهدف أولاً لدعوة الجيش للنزول إلى الحياة السياسية مجددًا والوقوف معها أمام النظام الحاكم.
هل يغامر الجيش مجددًا ويتصدر المشهد السياسي.. وهل ذلك سيدخلنا في دائرة مفرغة وتتجدد المطالب حينها بإسقاط حكمه.
في هذا الشأن قال اللواء حمدي بخيت، مستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الحالة الوحيدة التي يمكن أن تستجيب فيها المؤسسة العسكرية لدعوات النزول إلى الشارع، أن تكون الدعوات معبرة عن إرادة شعبية صحيحة ورأي واحد، لافتًا إلى أن المشهد السياسي المصري يعاني من التشرذم.
وأضاف: "طالما أن هناك "أبواق" تؤذن لأطراف دون أخرى وطالما أن هناك متربصين فإن القوات المسلحة لن تغامر برجالها وبسمعتها وتاريخها ومكانتها ولن تتحرك خطوة غير محسوبة، لافتًا إلى أن دعوة البعض للنزول إلى الشارع خرجت من "متربصين" به".
وأكد في تصريح لـ"صدى البلد" أن القوات المسلحة تعلمت من الدروس السابقة ولن تخضع لنداءات جماعات أو أحزاب أو مجموعات لاسيما لافتًا إلى أن صورة المشهد السياسي لا يظهر فيها إلا "معارضة عبيطة" -بحزب قوله- وحزب يحكم بشكل عشوائي.. لن تستجيب لهم يومًا المؤسسة العسكرية.
وقال إنه على كل الأحوال فلا يجب لأحد أن يشك في قدرة القوات المسلحة على تقدير مراقبة المشهد السياسي، فهي تستطيع أن تدرك اللحظة التي تتدخل فيها وسيكون لحماية الأمن القومي لا الانتصار لفريق ضد فريق آخر، وأن أحدًا لا يستطيع أن يستدعي المؤسسة العسكرية لصالحه دون الآخر.
في السياق ذاته قال اللواء دكتور أحمد عبد الحليم، الخبير العسكري وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن عجز الدولة عن معالجة مشكلاتها السياسية وحلها لا تتحمله المؤسسة العسكرية بشكل أو بآخر وأن الأخيرة ليست مكلفة بالظهور في المشهد السياسي لحل مشكلاته.
وبعث برسالةٍ مقتضبة لكل من يدعو إلى نزول الجيش وتصدر المشهد السياسي من معارضي النظام القائم يقول فيها:"ماتتعبوش نفسكم.. الجيش مش هينزل".
وأضاف أن الجيش لا يظهر في المشهد السياسي إلا لحماية الأمن القومي ولأسباب قوية تتعلق بهذا الأمن، وكان لذلك سوابق واضحة في التاريخ أبرزها يناير 52 في حريق القاهرة و17 و18 يناير عندما خرجت انتفاضة الجياع عام 77 وفي أزمة الأمن المركزي عام 86 وأخيرًا في يناير25 ونزلت نزولاً مؤقتًا حتى سلمت السلطة.
وأضاف: "كذلك عندما ينزل الجيش فإن غايته الوحيدة حماية الأهداف الحيوية في الدولة كما هو حادث مؤخرًا في مدن القنال، لا لحل ومناقشة قضايا سياسية".
وأظهر اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية، استياءً تجاه الدعوات المطالبة بعودة القوات المسلحة للشارع المصري.
وقال: دعوة "سخيفة" لا قيمة لها أطلقها "تافهين" بها إهانة للجيش المصري وتدل على حماقة من أطلقوها.
وأضاف: القوات المسلحة ليست "ميليشيات" يتم استدعاؤها في أي وقت لنصرة فريق على الآخر، ومن يفعلون ذلك يتناسون أنه جيش عريق له تقاليد راسخة عمرها تعدى الـ 200 عام.. وقال إن هذه الدعوات توجه إلى "الميليشيات" والجيوش الخاصة وليست للجيوش الوطنية الذي إذا قرر النزول فإنه لن يعمل لنصر طرف على الآخر بل يعمل كما تتراءى له مصلحة الوطن والأرض المصرية.
وتابع: "من السذاجة و"العيب" أن تخرج دعوات عودة الجيش للشارع من سياسيين يقال إنهم "مخضرمين" في العمل السياسي، بينما الخلافات والمشكلات القائمة عملية سياسية بالدرجة الأولى والأطراف السياسية وحدها منوط بها إيجاد الحل لا أن تبالغ في إهانة القوات المسلحة المصرية العريقة وتخاطبهم وكأنه جيش ميليشيات.. بينما الجيش وظيفته الدفاع عن الوطن وتأمينه.
ولفت سليمان إلى أن هذه الدعوات تقلل من قيمة من يطلقونها قبل أن تكون إهانة للجيش المصري، وكذلك تثير سخرية المجتمع الدولي تجاهنا، موضحًا أن القوات المسلحة المصرية لن تلتفت أصلاً لهذه الدعوات لما تبعث بها من معنى مهين للمؤسسة العسكرية بأكملها.
