يتم التشغيل بواسطة Blogger.

واشنطن بين نارين

نشر من قبل Unknown  |  in أخر الأخبار  2:21 ص

 واشنطن بين نارين 

واشنطن بين نارين
2013-02-19 04:56:59 

 [COLOR=black ! important] الإدارة الأمريكية لا تريد التورط فى ما يفعله مرسى والإخوان خطر الإرهابيين يدفع واشنطن إلى إعادة هيكلة المساعدات كيرى لهيئة المعونة: المصريون يواجهون تحديا خارقا فى ظل تضاؤل الاحتياطى النقدى وحالة اللا استقرار تصعيد المواجهات التى شهدتها وتشهدها مصر فى الفترة الأخيرة بالتأكيد يثير القلق لكل من يراقب ويتابع المشهد المصرى فى واشنطن، خصوصا أن التفسيرات الحكومية الرسمية المصرية للمواجهات والمصادمات المتتالية لم يعد فى الإمكان الأخذ بها (بلا سؤال) أو التسليم بمنطقها (بلا مناقشة). كما أن التبريرات للتعاملات الأمنية الباطشة فى أغلب الأحيان لا يمكن تقبلها أو السكوت عليها. وبالتأكيد فإن مرور الأيام مع عدم التعامل بشكل جدى مع التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية لمصر يزيد من قلق وانزعاج وارتباك من يعمل مع مصر، وينوى الوقوف بجانبها فى المرحلة الحالية الحرجة. وكان الرئيس الأمريكى أوباما قد أكد فى خطاب «حالة الاتحاد» أنه لن يقوم بإملاء التغيير فى مصر، إلا أن لديه إصرارا على احترام حقوق كل الناس ومساندة التحول الديمقراطى فيها وفى غيرها من دول الشرق الأوسط. ولعل هذا هو التحدى الأكبر الذى قد يواجهه أوباما فى ولايته الثانية؟! يوم الجمعة الماضى التقى جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكية، موظفى وكالة التنمية الدولية (هيئة المعونة الأمريكية) بمقرهم الرئيسى ومن ضمن ما قاله: «فى مصر اليوم يواجهون تحديا خارقا يتمثل فى الاحتياطى النقدى المتضائل وحالة اللا استقرار والحكومة الجديدة ومشكلات ضخمة متعلقة بالدعم. ومن ثم كيف يمكن أن يقوموا بالانتقال باقتصادهم»، وأضاف: «إنه من مصلحتنا أن نسعى لمساعدتهم فى تحقيق ذلك من خلال أكثر الطرق استقرارا. كل هذا لماذا؟ لأن مصر هى ربع العالم العربى سكانا، ولأن مصر حيوية من أجل السلام مع إسرائيل وفى الشرق الأوسط. الدولة العربية الوحيدة التى صنعت السلام مع إسرائيل، ومعها الأردن». وسوف يتوجه كيرى قريبا إلى المنطقة بعد أن يتوقف فى أوروبا. الملف السورى بالتأكيد له الأولوية، إلا أن ملفات دول الربيع العربى وتحديدا مصر ستشغل باله وجولته ولقاءاته. وقد ذكر من قبل أن كيرى سيزور مصر. ولم تعلن الخارجية بعد تفاصيل جولته الشرق الأوسطية. ومن المقرر أن يتحدث جون كيرى فى أول خطاب عام له عن السياسة الخارجية يوم غد الأربعاء (الموافق 20 فبراير) فى جامعة فرجينيا. وهى الجامعة التى أسسها توماس جيفرسون أول وزير للخارجية فى أمريكا وثالث رئيس لها. وكما قيل فإن كيرى الذى تسلم مهام أعماله فى 4 فبراير الجارى سيتناول فى خطاب الغد رؤيته وتصوره لتعاملاته مع الملفات الخارجية.. ومع أول جولة خارجية له متوجها إلى الشرق الأوسط. وبما أن الاقتطاع التلقائى (بدءا من أول مارس المقبل) لأموال من الميزانية العامة الأمريكية لهو أمر وارد ومحتمل ومرتقب مع عدم التوصل إلى اتفاق ما بين الإدارة والكونجرس، فهذا الهاجس قائم وموجود، ويسيطر على أجواء واشنطن وحديث أهلها. وأوضحت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية، أن مجموع ما قد يتم اقتطاعه من ميزانية وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية (برنامج المساعدات) قد يبلغ 2.6 مليار دولار، وأن ما سيتم خفضه من المساعدات الخارجية قد يصل إلى 1.7 مليار دولار، وبالتالى سوف تتأثر المساعدات المقدمة إلى مصر وإسرائيل والأردن، إلا أن نولاند اكتفت بالعموميات وأحجمت عن الدخول فى التفاصيل والأرقام المحددة، خصوصا أن خبراء الخارجية منكبون فى الوقت الحالى على حساب تبعات هذا الاقتطاع على مستوى كل القطاعات بما فيها من إصدار الفيزات بالسفارات وأمن السفارات، بالإضافة إلى ما تقدمه واشنطن من مساعدات إنسانية ومنها مساعدة اللاجئين السوريين. وفى ندوة عقدت منذ أيام بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قى واشنطن، شارك فيها الكاتب الصحفى الشهير توماس فريدمان وجيرى سايب مدير مكتب واشنطن لصحيفة «وول ستريت جورنال» للحديث عن السياسة الخارجية فى ولاية أوباما الثانية. ويعتبر سايب من المطلعين على كل الملفات الخارجية وصناعة القرار فى واشنطن لسنوات طويلة، وقد عمل أيضا فى مصر. وأشار سايب إلى أن زيارة أوباما للشرق الأوسط فى مارس المقبل مع بدء ولايته الثانية تستهدف أن يتحدث أوباما مع الشعب الإسرائيلى مباشرة دون «فلتر» نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، وأيضا ليتناول تبعات الربيع العربى وتهديدات إيران. كما ذكر سايب بأن واقعا جديدا تشكل ويتشكل فى الشرق الأوسط، وواشنطن تريد ويجب أن تنخرط مع القوى الجديدة والحكومات الإسلامية التى ظهرت على المشهد. كما أن واشنطن من جانبها تسعى لبناء الثقة مع العالم الإسلامى. أما فريدمان من جهته فقد توقع أن كيرى سيكون أكثر انخراطا أو انغماسا من هيلارى (الوزيرة السابقة) فى الشرق الأوسط، إلا أنه لا يتكهن بأنه سيتم التوصل إلى اتفاقات محددة فى القريب العاجل، وذكر أيضا أن دول المنطقة التى تتشكل حديثا ما دام لا يوجد بها مانديلا فستكون هناك حاجة إلى «داية» (قابلة مولدة) لتأخذ المسار المنتظر وأمريكا قد تلعب هذا الدور. وقد شهدت أروقة وكواليس الكونجرس خلال الأيام الماضية تشاورات حول الأوضاع فى مصر وكيفية التعامل معها ومع تفاقم المشكلات الاقتصادية فيها، وبالطبع موقف الإدارة منها. وأيضا دار الحديث عن إعادة هيكلة المساعدات العسكرية المقدمة إلى مصر. وهذا التوجه بالمناسبة مطروح وموجود منذ فترة وقد «تردد بشأنه الكثير من الآراء»، وهو غالبا (كما يقال) مرتبط بالمتطلبات والتحديات الأمنية الراهنة وعلى وجه التحديد مواجهة خطر الإرهاب والإرهابيين فى سيناء. وبالطبع ليس من المستبعد أن أى خطوة فى اتجاه إعادة هيكلة المساعدات العسكرية لن تمر مرور الكرام، كما أن الإقناع بتبنيه لن يكون أمرا يسيرا، سواء بالنسبة إلى العسكرية المصرية أو رجال الكونجرس الذين يمثلون ولايات لها مصالح ومكاسب من صناعة الأسلحة التى تمولها برنامج المساعدات العسكرية. أما بالنسبة إلى الوضع السياسى المتأزم فى مصر لم يقتصر الموقف الأمريكى فى الأيام الأخيرة على «نبذ العنف»، بل إدانة استعمال العنف من جانب الأمن، والمطالبة بمحاسبة من لجأ إلى العنف، وأيضا مواجهة الاعتداءات الجنسية (والتوصيف واضح وصريح ولا يقتصر على التحرش الجنسى). كما أن الإدارة ومسؤوليها أكدوا ضمان مشاركة كل المصريين والمصريات ومن جميع العقائد فى تشكيل مصر الجديدة، وبناء أساس قوى لديمقراطية تعددية ومستدامة، كما قال مايكل بوزنر، مساعد وزير الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان خلال زيارته لمصر. ويمكن القول بشكل عام، كما ذكر أحد المراقبين، بأن واشنطن لا تريد أن تتخلى عن مصر، إلا أنها أيضا لا تريد أن تتورط فى ما يفعله مرسى أو تفعله الإخوان أو تتحمل تبعات أخطائهم. ومن يدرى ربما مع الأيام المقبلة قد تتضح الرؤية أكثر؟ أو قد تزداد غموضا.. وارتباكا وتخبطا؟



 


Blogger Template By: Bloggertheme9