هل أدت قطر البيعة لجماعة الإخوان؟
8 مارس 2013
ويقودنا تحالف قطر مع تنظيم الإخوان ، ودعمها المطلق لهم، لتساؤل هام وهو، هل بايعت قطر مرشد تنظيم الإخوان بيعتهم التي فضحها قياديهم السابق ثروت الخرباوي في كتابه الأخير "سرّ المعبد"، وأيضاً في ندوته التي أقامها مركز المزماة للدراسات والبحوث، في قاعة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بجامعة زايد في مدينة خليفة بأب وظبي، والتي شرح فيها كيفية البيعة وعقد مقارنة بينها وبين الماسونية. فالقسم على السمع والطاعة في كل شيء ودون نقاش أو تفكير، والثقة المطلقة التي تسبق كل تفكير يجب أن تكون في القيادة، ووصف شكل البيعة بقوله أن من يبايع يدخل في غرفة مظلمة ويجلس على الأرض في مكان فيه منضدة صغيرة أو طبلية، وعلى الطبلية مصحف ومسدس، كرمزين للدين والقوة وتحتهما كلمة "وأعدّوا"، لذلك نجد شعار الإخوان في كل مكان هو السيفان + كلمة "وأعدّوا"، وهي كلمة يجب أن نتساءل بأنها أعدّت لمن؟! خاصة وأن الدعوة الإخوانية كانت تستهدف المسلمين!، ثم يأتي شخص يرتدي قناعا على وجهه، ويجلس على الأرض، والشخص الذي يبايع، لا يدري من يبايع في تلك اللحظات، لأنه يبايع على الموت، وهو ما كتبه الخرباوي في كتابه الأخير "سر المعبد"، والذي قارن بين الإخوان والماسونية، فالقسم على السمع والطاعة في كل شيء ودون نقاش أو تفكير، والثقة المطلقة التي تسبق كل تفكير يجب أن تكون في القيادة.
وأضاف أن البيعة في الإمارات تمت تأديتها بالوكالة! كما كان يفعلها إخوان الإمارات الذين تم تفكيكهم، وينتظرون كلمة القضاء فيهم، بعدما قال فيهم الشعب كلمته بوضوح، واختار قادته من الشيوخ، وفضّل نهضته على ما يراه من نماذج الدمار الإخواني أينما حل، فلو كانت التأدية بالوكالة، ألا يحق لنا أن نتساءل، عن من يمثّل المرشد في البيعة؟!
فلو كان قسم البيعة سببا في عدم رجوع دولة قطر إلى الصراط السوي، فمن حق العلماء الحقيقيين الذين تثق الأمة في فتاواهم، أن يصدروا فتوى حقيقية في الأمر، فلربما صوّر النظام الإخواني لهم عبر عادته الدائمة في تفصيل الفتاوى حسب الطلب الإخواني، أن الرجوع في البيعة كفر، ما سيزيد الأزمة النفسية بتكرار الكبائر القطرية. وهو ما يجعلنا نتساءل عن دور العلماء الحقيقيين في هذه الفترة التي تتعرض فيها الأمة لنكسة كبيرة جرّها الإخوان إليها، وقادوا دون أن يعوا، أنفسهم إلى بداية الانقراض التام في كامل المنطقة، بعدما فشل مشروعهم الذي قاموا من أجله، فحوّلوا شعاراتهم إلى أكاذيب انكشف معظمها، وتحولت دولة الخلافة الافتراضية والتي كانوا يبشرون بها قبل وصولهم كراسي الحكم، والتي تستوجب توحيد البلاد والعباد، إلى النقيض، وبدأوا بشرذمة الأمة والمنطقة، فقسموا السودان، وبدأوا في تقسيم سوريا، ومحاولة تقسيم بقية المنطقة، وحتى في جمهورية مصر العربية بلد المنشأ، واجهوا رفضاً عنيفاً من شعبها بعدما كشف وجههم الحقيقي، وحتى كبار قادة التنظيم الإخواني المتأسلم، الذين أنفقوا عمراً طويلاً في خدمته، بدأوا بالانسلاخ عنه بعدما عادوا إلى أنفسهم وتصالحوا معها، بدءاً بالمليجي وانتهاءً بالخرباوي والساقية لازالت تدور.
وفي تصريح خاص للشباب يرد د. أحمد عارف- المتحدث باسم الإخوان- على هذا الكلام قائلا: من المفترض ألا نعلق على مثل هذا الكلام، لأن تلك الشائعات وفكرة علاقة قطر بالإخوان سوف تستمر طالما أن هناك أوضاع متردية في مصر، وخصوصا الأوضاع الاقتصادية، ولكننا لن نلتفت إلي هذا الكلام، لأننا نركز على الشق الإيجابي والتنموي، لأننا نرى أن السياسة الناجحة هي أن نمضي في طريقنا ونقدم للناس الشئ الناجح، والإنجازات هي التي ستغطي على كل ذلك، ولا نريد أن ننجر إلي معارك جانبية.