دون قصد ولا تعمد، لكن الظرف الخاص الذى وضعت الداخلية فيه رجالها خداما للنظام، لا الشعب جعل المفارقة واضحة بين شرطتين: واحدة ضباطها وجنودها يرعون مصالح الوطن ويحمون شعبه بكل طوائفه ويضعون مصر فوق الجميع، والثانية ضباطها وجنودها يرعون مصالح الفصيل الحاكم ويحمون فقط أهل وعشيرة ومرشد الطائفة الإخوانية على حساب مصلحة البلاد.
من هنا كانت كلمات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام لرجال الشرطة العسكرية ضباطا وجنودا، ذات دلالة خاصة عندما شد على أيدى القادة والضباط ووجّه التحية للجهد الكبير الذى يقوم به الجنود والضباط فى تأمين الجبهة الداخلية، ولكنهم يحافظون فى ذات الوقت على الانضباط العسكرى وأمن وسلامة القوات المسلحة وحماية إنجازاتها وممتلكاتها.
السيسى أشاد بما قام به رجال الشرطة العسكرية من مهام لتأمين المواطنين وحماية الأهداف والمنشآت الحيوية ومعاونة الشرطة المدنية فى التصدى للهاربين والخارجين عن القانون، وحرص على إبراز دور رجال الشرطة العسكرية وما قدموه من تضحيات وبطولات، تميز بالتفانى فى استعادة الأمن والاستقرار للشارع المصرى وقال: «هذا الأداء المتميز سيظل مبعث فخر واعتزاز من جميع أبناء الشعب الذى يثق فى قدرة قواته المسلحة وعزيمتها وكفاءتها فى حماية الوطن وصون مقدساتهم».
السيسى عاد وكرر التحية لانضباط الشرطة العسكرية التى تحملت عبئا كبيرا بعد الثورة، وأكد أن رجال القوات المسلحة بما يملكونه من «انضباط ذاتى وحس وطنى مخلص يدركون حجم التحديات التى تمر بها مصر، ويعملون بكل شجاعة وإخلاص للحفاظ على تماسك الوطن واستقراره».
الحديث عن الانضباط والحس الوطنى الذى التزمت به القوات المشاركة فى تأمين المنشآت المدنية يجعل المفارقة واضحة مع أداء ضباط الشرطة المدنية أو داخلية الإخوان والجماعة (فلا انفلات ولا اعتداءات على دور العبادة وبيوت الله التى أصبحت الداخلية ترعاها رسميا من تعذيب المواطنين فى مساجد المقطم إلى اقتحام مشيخة الأزهر إلى تفجير الكاتدرائية بالمولوتوف وقنابل الغاز).
ثم أدار الفريق أول السيسى فى حضور رئيس الأركان الفريق صدقى صبحى وكبار قادة الحيش، حوارا مع قادة وضباط الشرطة العسكرية استمع فيه إلى آرائهم واستفساراتهم، وطالبهم باليقظة والجاهزية الدائمة والعمل الدؤوب والمخلص للحفاظ على كفاءتهم واستعدادهم القتالى، والاهتمام بالتطوير والتحديث ومواكبة كل ما هو جديد من أجل تطوير الأداء والوصول إلى درجة الاحترافية فى تنفيذ المهام، بينما شدد على ضرورة عقد اللقاءات بين القادة والمرؤوسين لنقل الخبرات وتوحيد المفاهيم لتظل القوات المسلحة دائما قوية وقادرة على حماية أمن مصر القومى.
