باسم يوسف يعبر عن سخرية متوقعة من مشاهديه...
2013-04-11 1032
تحدثت الكاتبة البارزة منى الطحاوى فى مقالها بصحيفة "الجارديان" البريطانية عن الحملة الأخيرة على الإعلامى الساخر باسم يوسف، وقالت إن التهجم فى مصر لا يمكن أن يكون أمرًا مضحكاً، مشيرة إلى أن الكوميديين من أمثال يوسف يتعرضون للهجوم من القادة الإسلاميين، لكن وظيفة التهجم هى السخرية من أصحاب السلطة.
وترى الطحاوى، أنه لفهم باسم يوسف، فى سياقه المصرى، وليس كونه ببساطة "جون ستيورات مصر"، يجب التفكير فى سخريته السياسية على أنها أشبه بهذا النوع من السخرية الشعبية المتوقعة من 30 مليون مشاهد فى جميع أنحاء العالم العربى.
وماذا هى السخرية ما لم تكن جمع العصيان المدنى بمسار الضحك والسخرية وغياب الاحترام الذى يلدغ الجلد الرقيق لمن يفتقدون حس الدعابة، وما هى الثورة ما لم تكن الفعل النهائى للسخرية من القوى الموجودة، وهذا يشمل الإسلاميين مثل محمد مرسى والإخوان المسلمين الذين افترضوا لفترة طويلة أن حركتهم محصنة ضد مثل هذا العصيان المطلوب بشدة ومنها، الديكاتاتورية التى نراها.
وتمضى الكاتبة فى القول، إن الثورات عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تحترم حس الدعابة أو السخرية، فالكوميديون والكتاب والشعراء كانوا يسخرون دائما من الحكام الطغاة وأنظمتهم لكن كان هذا يحدث غالبا تخت غطاء من الغمز.
وبعد الثورة، فإن باسم يوسف وأمثاله من الكوميديين يتحدثون بالاسم عن هؤلاء الموجودين فى السلطة والأقوياء، وهذا لأنهم لا يحترمون فكرة أنهم أصبحوا هدفا للإسلاميين الذين يعتقدون بحماقة أنهم ورثوا دولا لم تتغير منذ أيام مبارك وزين العابدين فى تونس وبقية المنطقة.
وتشير الطحاوى إلى أن سخرية باسم تستهدف أصحاب السلطة، بينما هؤلاء يستهدفون الضعفاء، فمثلا عدد من مسئولى الإخوان المسلمين وبعض السلفيين يلومون النساء على العنف الجنسى فى الوقت الذى أصبح فيه التحرش والاعتداءات الجنسية وباء، كما أن الإسلاميين لا يواجهون أى رد فعل سلبى على التعصب والتحريض المذهل ضد المسيحيين فى مصر، فى الوقت الذى يشعر فيه المسيحيون بشكل متزايد أنهم فى خطر.
وختمت الطحاوى مقالها، قائلة "إننا عرفنا دائما أن المتشددين دينيا يفتقرون لروح الدعابة، لكن من كان يعرف أنهم حساسين للنقد، فقد علمتنا الثورة الكثير"
مصدر اليوم السابع