يتم التشغيل بواسطة Blogger.

خطيئة الأقباط

نشر من قبل Unknown  |   3:13 ص


بقلم كريمة كمال
هل يمكن أن نصاب بالصدمة من الاعتداء السافر والوقح على مبنى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بل هل يمكن أن يفجعنا أن يتم استهداف الأقباط بالخرطوش والحى أمام مرأى ومسمع من ضباط وقوات الداخلية دون أن يتحركوا بل أن تخرج علينا الداخلية ببيان لها تتهم فيه الأقباط بأنهم هم الذين تعدوا على المواطنين من أهالى الحى أثناء تشييعهم جثامين شهدائهم؟ ما جرى قبلها بيوم واحد فقط يشرح الكثير مما يجرى الآن من تكرار لنفس الأداء ونفس الأسلوب فى التصدى فقبلها بيوم واحد كانت هناك تظاهرات أمام مبنى دار القضاء العالى وطبقا لشهادات متعددة كانت التظاهرات سلمية ليفاجأ القائمون بها بالاعتداء عليهم بوابل من الغازات لتتحول الأمور إلى معركة وأيضاً خرج الأمن ليردد نفس الاتهامات، وهى أن المتظاهرين هم الذين بدأوا بالعنف..



الأسلوب واضح والهدف مفهوم وهو ضرب كل من تسول له نفسه التظاهر، فالنظام يسعى لإغلاق ملف التظاهر نهائياً ليستعيد قدرته على تفعيل مخططاته فى التمكين، لذا فأداته التى هى الداخلية تضرب بعنف ثم تلقى بالاتهام على الضحية لتشوههم أمام الرأى العام.. باتت هذه الاستراتيجية مفضوحة وتكرارها مع الأقباط مفهوم لكنه غير مغفور بالمرة، فموقف النظام من أقباط مصر غير خافٍ وخروج الرئيس علينا بعد الاعتداء على الكاتدرائية بمكالمة هاتفية مع البابا.. لكن تصريحات الإخوان ومكالمات الرئيس بعد الأزمة لا تعنى حقيقة موقفهم من أقباط مصر بينما تصريحاتهم التى تخرج عفواً فى لحظات الهجمة عليهم تفضح حقيقة موقفهم.. فهل تعنى مكالمة الرئيس شيئاً؟ أم أن ما يعنى فى الواقع هو تصريحات الدكتور محمد البلتاجى أمام مسجد رابعة العدوية فى تظاهرة تأييد الشرعية حيث صرح البلتاجى بأن «ستين فى المائة» من متظاهرى الاتحادية مسيحيون.. بينما أكد خيرت الشاطر فى مؤتمر صحفى بأن الأقباط وراء كارثة الاتحادية، والتى أودت بحياة أكثر من أحد عشر شخصاً وإصابة ألف، أما الأخطر والأسوأ فهو التحذير الذى أطلقه «صفوت حجازى» من على منصة تأييد الشرعية للأقباط مهدداً إياهم بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يتوقفوا عن التصدى للشرعية ومعارضة مرسى، وإذا أضفنا إلى ذلك ما ردده البلتاجى من تساؤل مستنكراً أن يتصور الأقباط أن بإمكانهم أن يمارسوا السياسة يمكننا أن ندرك حقيقة موقف لا الإخوان فقط بل والنظام نفسه من حقوق الأقباط كمواطنين وإذا كان أحمد المغير من شباب الإخوان قد خرج فى اليوم التالى للاعتداء على الكاتدرائية ليدعى أن الكنائس بها ميليشيات وأسلحة فهل يمكننا حقا أن نأخذ بعين الاعتبار مكالمة مرسى للبابا أو دعوات البلتاجى للمسلمين والمسيحيين بأن يحذروا الوقيعة والفتنة الطائفية أم أن علينا أن ندرك أن بيان الداخلية ومانشيتات صحيفة الأخبار الموالية للإخوان وكتابات العصابات الإلكترونية الإخوانية على النت، والتى حاولت اتهام الأقباط بالاعتداءات هى فى الواقع حقيقة موقف الإخوان والنظام بل وكثير من التيارات الإسلامية من الأقباط ومما جرى أمام الكاتدرائية فلم يقبل كل هؤلاء فكرة أن الأقباط لم ينتخبوا مرسى فى انتخابات الرئاسة أو الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية، وما فشلوا فى أن يفعلوه فى بعض المواقع من منع الأقباط بالإدلاء بأصواتهم كما حدث فى أماكن أخرى نائية لم ينسوه ولم يغفروه وكأنه خطيئة الأقباط وليس حقاً لهم وهكذا يصبح الموقف من الأقباط خليطاً من التعصب الدينى والإرهاب السياسى.. وإذا أردتم معرفة موقف الرئاسة الحقيقى مما جرى فلتعلموا أن رئاسة الجمهورية قد نشرت بياناً باللغة الإنجليزية تتهم فيه الأقباط بأنهم مثيرو عنف وفتن وأنهم وراء حوادث العنف الأخيرة وأن الداخلية والمواطنين الشرفاء كانوا فى حالة دفاع عن النفس.

المصدر : المصرى اليوم

Blogger Template By: Bloggertheme9