هارون يروى تفاصيل اغتصابه لأول مرة على يد “بوقو”
كتبت ـ منال العيسوى
المحطة الثالثة لليوم السابع قبل الترحيل لقطار الحرس المستديم مع، هارون، الولد الشقى، الذى اعتاد الهروب من المنزل، مع ابن خالته ودخل المؤسسة الإصلاحية مرتين وفى المرة الثالثة رفضت أمه استلامه من الأزبكية.
يروى لنا تفاصيل القبض عليه وتعرضه للاغتصاب على يد “بؤقو”، الذى كان يسقيه الكولَّة، ثم يغتصبه وبعد ذلك أصبح يغتصبه يوميا تحت تهديد السلاح الأبيض.
هارون عصام إبراهيم الدسوقى، 15 سنة، يسكن شارع الخزان أمام مدرسة رحمان أبو عوف – بعين شمس الشرقية، تحمل تفاصيل القضية 1863 لسنة 2013 وقوع هارون ضحية لتشكيل عصابى اعتاد استغلال الأطفال جنسيًا، وتسريحهم للشحاتة ومسح السيارات.
البداية يحكيها محضر التغيب، الذى حررته أمه نادية عبد العزيز، منذ 6 سنوات عام 2005، عندما خرج هارون أول مرة من المنزل بعين شمس وعمره 10 سنوات، بصحبة ابن خالته وجابا معه الطرقات ما بين غمرة ورمسيس وإمبابه، ليُقبض عليه ويتم إيداعه بمؤسسة لرعاية الأحداث بالمرج.
وخرج هارون مدمنًا للسجائر، ليُعاود الكرَّة مرة أخرى لكن بنفسه دون أن يصطحب أحدًا، ليذهب لمحمد محمود أحد أبناء مؤسسة دار الرعاية بأبو قتادة وكان والدة صديق لأبو هارون، الذى يعمل سايس جراج بمنطقة عين شمس، ليتعرف عليه “بوقو” فى روكسى، الذى يبلغ من العمر 22 عامًا، ويجعله يشد جوله لينام مخدرًا ثم يغتصبه.
هارون بجسده النحيل وقامته القصيرة يرتدى الكاب بشكل دائم، ليخبئ جرح قطعى أحدثه له بوقو حين ضربه بالشومة على رأسه عقب أول مرة اغتصبه فيها وهو نائم، وهدده بأنه لو قال لأحد ماحدث سيدفنه فى الغرفة المهجورة التى اتخذوها وكرًا لهم بنهاية شريط محطة الميرغنى بمصر الجديدة.
يحكى هارون البداية قائلًا ” كنت بخرج مع صحابى بعد المدرسة، ونروح غمرة ورمسيس بالمترو ونرجع تانى، وآخر مرة رحت مع ابن خالتى وخدنى ودانى روكسى فكنت بروح أقعد معاهم بعد ما اتعرفت عليهم ولاقيت ابن صاحب أبويا هناك، وأنا بعد ماخرجت من الرعاية أول مرة كنت بشد كولة، كان فيه عيل اسمه أحمد من المساكن علمهالى هيه والسجاير”.
ويقول هارون بمفردات الشارع الخاصة كيف كان بوقو يخليه يشد الجولة ثم يغتصبه اثناء نومه، ولما صحى من نومه واكتشف اتخانق معاه فضربة بالشومة على رأسه، مما أحدث له جرح قطعى فى رأسه، ترك علامة فى منتصف الرأس، وهدده لو قال لحد هيموته، فذهب لأمه وأخبرها أنه تعارك مع أحد أصحابه فضربه فى رأسه ولم يخبرها حقيقة ما حدث، ثم قابله بوقو مع صديقه أحمد فصالحه وأخده لحضنه مره أخرى ليعاود إليه من وقت للثانى.
هارون اعترف بنزوله التحرير يوم 25 و26 يناير 2011 وكل ما يعرفه عن الثورة أن الشعب كان بيضرب فى الحكومة عشان حسنى ما يحكمشى، ثم استقر بعد ذلك مع شله بوقو فى روكسى، قرب الاتحادية لكنه لم يذهب قط للمظاهرات.
هارون عرف الحل فى حال رفض أحد من أهله أن يستلمه قائلا “أنا عارف أن أمى مش هتيجى لأنها قالتلى لوخدووك تانى مش هطلعك، وساعتها هيودونى الرعاية”.
“اليوم السابع” أجرى اتصالًا هاتفيًا بأم هارون، فكان الصوت صلب قوى لم يرتجف حين علمت أن أبنها بالأزبكية وعليها المجىء لاصطحابه قائلةً “ماشى هجيله الصبح”،
وحين أخبرتها قائلة “هيجيلك قلب تسيبيه للصبح ردت مش هيجراله حاجة، وحين اكملت الحديث معها حول ضرورة احتواءه وحمايته من الشارع، ردت قائلة “هو اللى عمل فى نفسه كدا بس هاجى آخده وبعد أقل من عشر دقائق، اتصلت قائلة “أنا مش لاقية شهادة ميلاده ينفع آجى ببطاقتى بس”، وحتى اليوم هارون مازال فى الأزبكية.