قال تقرير للأمم المتحدة نشر أمس الثلاثاء، إن الأسلحة تنتشر من ليبيا "بمعدل مثير للانزعاج" وتغذى الصراعات والعصابات الإجرامية فى مصر ودول أخرى.
وأعد التقرير مجموعة الخبراء بمجلس الأمن الدولى التى تراقب حظرا على الأسلحة فرض على ليبيا فى بداية انتفاضة فى 2011 أطاحت بمعمر القذافى.
وقال التقرير إن ليبيا أصبحت مصدرا رئيسيا للأسلحة فى المنطقة بينما تسعى حكومتها الوليدة جاهدة لبسط سلطتها.
ومازالت قوات الأمن الحكومية الليبية ضعيفة فى حين تملك ميليشيات تتألف من مقاتلين سابقين بالمعارضة- النفوذ على الأرض.
وكتب الخبراء فى التقرير "هناك حالات - بعضها تأكد والبعض الآخر قيد التحقيق- لشحنات غير مشروعة من ليبيا، تخرق الحظر وتصل إلى أكثر من 12 دولة وتتضمن أسلحة ثقيلة وخفيفة - بما فى ذلك أنظمة للدفاع الجوى يحملها المقاتلون وأسلحة صغيرة والذخائر الخاصة بها ومتفجرات وألغام".
وجاء فى التقرير الذى يقع فى 94 صفحة،"التدفقات غير المشروعة من البلد (ليبيا) تغذى صراعات قائمة فى أفريقيا ودول فى شرق البحر المتوسط وتعزز ترسانات مجوعة كبيرة من العناصر غير الرسمية بما فى ذلك جماعات إرهابية".
وقال التقرير"انتشار الأسلحة من ليبيا يستمر بمعدل مثير للانزعاج."
وقال الخبراء إن شحنات الأسلحة إلى سوريا التى تشهد حربا أهلية مضى عليها عامان وقتل فيها أكثر من 70 ألف شخص يجرى تنظيمها من مواقع متعددة فى ليبيا بما فى ذلك مصراتة وبنغازى وتنقل عبر تركيا أو شمال لبنان.
وقال الخبراء،" الحجم الكبير لبعض الشحنات والإمدادات اللوجستية المرتبطة بها يشيران إلى أن ممثلين للسلطات المحلية الليبية ربما أنهم على الأقل على دراية بتلك الشحنات أن لم يكونوا مشاركين فعلا بشكل مباشر".
ووجد التقرير أيضا أنه على مدى العام المنصرم يبدو أن تدفقات الأسلحة من ليبيا إلى مصر زادت بشكل كبير.
وكتب الخبراء فى التقرير،" فى حين أن تهريب الأسلحة من ليبيا إلى مصر يمثل تحديا بشكل أساسى لقوات الأمن المصرية وخصوصا فيما يتعلق بجماعات مسلحة فى سيناء، فإن بعض المعدات يبدو أنها عبرت مصر إلى جهات أبعد بما فى ذلك قطاع غزة".
وقال التقرير إن مرور الأسلحة من ليبيا عبر مصر إلى قطاع غزة، سمح لجماعات مسلحة هناك بشراء أسلحة جديدة بما فى ذلك بنادق هجومية أكثر تطورا وأنظمة لأسلحة مضادة للدبابات.
ويجرى أيضا إرسال الأسلحة من ليبيا عبر جنوب تونس وجنوب الجزائر وشمال النيجر إلى جهات مثل مالى لكن بعض تلك الأسلحة تبقى فى دول العبور لتستخدمها جماعات محلية.
وقال التقرير،" هذه المناطق تستخدم أيضا كقواعد ونقاط عبور لجماعات مسلحة غير رسمية بما فى ذلك جماعات إرهابية وشبكات للجريمة وتهريب المخدرات لها روابط بمنطقة الساحل (فى أفريقيا)".